responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 302
الطليعة المثقفة، وانطلقوا يطعنون أمجاد المسلمين وتاريخهم، وكل مقدمات وجودهم في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، ويحسب الفريق من أبناء المسلمين أنهم يحسنون صنعاً، ويجهلون أنهم يساقون بالخديعة كالقطعان البله إلى مذابح القرِمين إلى لحوم الأمة الإسلامية، الباغين بها وبمبادئها وعقائدها وبلادها شراً مستطيراً.
ولما شعر هؤلاء المتصدرون باسم الطليعة المثقفة بالفراغ الفكري والنفسي بعد أن ارتدوا عن الإسلام، أخذوا يطلقون عبارات التحسر على الأمة العربية، زاعمين أن العرب ليس لهم فلسفة ذاتية تحيي مشاعرهم القومية، وتكون هي قوامهم الفكري الذي يصعد بهم إلى المجد بين الأمم، لذلك فهم بحاجة إلى فيلسوف فذ يوجد لهم هذه الفلسفة القومية، ويمثلون لذلك بمثل "فتخة" الفيلسوف الألماني الذي وضع للألمان فلسفتهم القومية.

والهدف من هذا الكلام تحقيق غرضين:

الغرض الأول: إيجاد القناعة عند الأجيال الحديثة بأن العرب ليس لهم فلسفة قومية، تؤهلهم لمجد طارف، وأن الإسلام لا يصلح لأن يكون فلسفة تقيم لهم كياناً، وتعبد طريقهم إلى التقدم والمجد بين الأمم.

الغرض الثاني: التمهيد لقبول الفلسفات الحديثة، التي تضع للأمة العربية فلسفتها القومية، والتبشير برجل ممتلئ بالحقد على الإسلام، والضغينة للمسلمين يطلقون عليه اسم فيلسوف القومية العربية، الذي يهيئونه لتحل أفكاره ودسائسه محل جميع العقائد والأخلاق والسلوك التي تدين بها الكثرة الكاثرة من الأمة العربية، والتي كان بها عزهم التالد، ومجدهم الخالد، وليحل هذا الفيلسوف المنتظر محل رسول الإسلام محمد صلوات الله عليه، وليحل أتباعه وجنوده محل أصحاب رسول الله، في زعامة الأمة العربية الحديثة، والانعطاف بها إلى مواقع الكفر، ونشر الأفكار التي توضع في حجرات الدوائر الاستعمارية والتبشيرية العالمية، الطامعة في بلاد المسلمين، والعريقة في معاداتها للرسالة الإسلامية الخالدة.
وقد استطاعوا أن يشحنوا عقول دفعات من الأجيال الناشئة بأفكارهم

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست