responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 344
القومية العربية الأدعياء في هذا العصر، ومع ذلك فإن عمر بن الخطاب يقول: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز بغير ما أعزنا الله أذلنا الله" وقد أقر عمر بن الخطاب على مقالته هذه سائرُ العرب الأقحاح، في عصره وبعد عصره، وهم الذين أسسوا للأمة العربية مجداً تاريخياً لم تحلم أمة من الأمم بمثله. لقد أقروه على ذلك، وما كانوا ليقرُّوه على خطأ، في حين أن امرأة استطاعت أن تراجعه في قضية المهور وهو على منبر الإسلام، وهو خليفة المسلمين، فأعلن في الحال كلمته المشهورة: "أصابت امرأة وأخطأ عمر، لولا امرأة لهلك عمر".

وأدعياء العروبة اليوم، الذين لا يعرف لهم نسب متصل بالأمة العربية يريدون أن ينقضوا هذه الحقيقة التاريخية، التي أعلنها جيل الأمة العربية الذي عاصر الجاهلية والإسلام، وأعلنتها بقية الأجيال العربية التي توالدت من بعده.
أما الأجيال العربية الجاهلية التي كانت قبل الإسلام فلم يتهيأ لها مجد أصيل يصح أن يفتخر به حتى تعلنه، غير بعض تقاليد وعادات حسنة متناثرة في مجتمعاتهم ورثوها عن الدين الرباني الذي جاءهم به من قبل إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

إن الأمة العربية قد كانت وصارت كما وصف الله في كتابه بقوله تعالى في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول) :

{وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} .

وكما وصف الله في كتابه بقوله في سورة (الأنفال/8 مصحف/88 نزول) :

{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

لقد كان واقع الأمة العربية في الجاهلية قبل الإسلام يتلخص بالعناصر التالية:

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست