responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 420
وسارت هذه الخديعة وانطلت على كثير من المؤمنات العفيفات في بعض بلاد المسلمين , فأخذن يخلعن ألبستهن الساترة , ويظهرن في الأسواق العامة حاسرات عن رؤوسهن وأذرعهن , وما وراء ذلك , ويتبعن في ذلك مسيرة الفتنة الضالة التي مشت على عرض الشوارع العامة في معظم المدن الإِسلامية.

ولتمكين هذه الخديعة عمل بغاة الفتنة على اصطناع الشواهد التطبيقية لفكرتها الماكرة , التي أشاعوها بين صفوف المسلمات , فاتخذوا لذلك وسيلتين:
الوسيلة الأولى: توجيه بعض العواهر الفواجر أن يتسترن بمثل الألبسة التي تتستر بها المؤمنات العفيفات الشريفات , وأن يسرن في الأسواق العامة ويتعرضن للفساق , وهن في هذه الألبسة الساترة المزورة.

والغرض من ذلك تأكيد الخديعة بشواهد واقعية , ليتقبلها المنخدعون والمنخدعات , ويتأثروا بها , وعندئذ لا يبقى لدعاة الستر والحشمة كلمة مسموعة.
الوسيلة الثانية: توجيه فريق من الفساق المأجورين أن يتعرضوا للمتسترات العفيفات في الطرقات العامة , ويؤذوهن في عفافهن بفسق من القول , أو الغمز , أو اللمز , أو اللمس , أو الإشارات , أو تثبيت النظر , أو الملاحقة في الطرقات , أو نحو ذلك من رفث متسكع حقير , لتصير هذه القبائح المنكرة عادة لازمة للفساق , فتلجأ المرأة المتسترة العفيفة إلى خلع ألبستها الساترة , فراراً من مضايقات الفساق وأذاهم , وبذلك يتحقق لأعداء الإسلام ما يعملون لنشره بين صفوف المسلمين والمسلمات , ثم يتدرجون بعد ذلك بالمرأة المسلمة حتى يغمسوها في الانحراف والرذيلة كما فعلت المرأة الأوربية.
وبذلك ينقطع فرع تطبيقي من فروع شجرة الإِسلام.

لكن المرأة المسلمة العاقلة التي تخشى الله تعالى والدار الآخرة , لا تنطلي عليها هذه الخديعة , بل تنظر في أوامر الله التي توجب عليها الستر , وتعلم أن الله لم يأمرها بذلك عبثاً وهو العليم الحكيم , ولم يكلفها ذلك ليلقيها في العنت أو الحرج , وإنما شرع لها ما شرع ليكون أطهر لقلبها , وأحصن لشرفها , وأبعد لها عن الأذى وأقوم للمجتمع كله , وأكثر صيانة له من الفساد.

إن المرأة المسلمة العاقلة تقرأ في كتاب الله آيات العفة والستر , فتسرع

نام کتاب : أجنحة المكر الثلاثة نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست