كان للمبشر "هنري مارتين" يد طولى في إرسال المبشرين إلى بلاد آسيا الغربية، فبعد أن أقام في الهند مدة عرَّج على فارس والبلاد العثمانية، وتوفي سنة (1812م) وبعده أخذت إرساليات التبشير تشد الرحال إلى الأناضول، وفلسطين واتخذت لها مراكز في إزمير والقسطنطينية وبيت المقدس.
ثم يقول المؤلف: ولما حدثت حوادث سنة (1860م) في سورية توجهت الأنظار إلى جبل لبنان، وبعد عشر سنوات انتشرت لجنة التبشير الأمريكية في البلاد العثمانية عدا سورية.
وعلى إثر تأسيس المركز البروتستانتي في الآستانة سنة (1846م) صارت الآستانة مركزاً عاماً آمناً لأعمال المبشرين.
ثم يقول متحدثاً عن المبشرين في الهند:
انتشرت إرساليات التبشير في الهند عقب إرسالية "جمعية لندن التبشيرية" التي قام بها (كاري) ثم تبعتها الإرساليات الأمريكية، والاسكوتلندية والهولندية والنرويجية وغيرها. وكلها تؤدي وظائفها بنشاط وتقوم بأعمالها بكل دقة.
وقد وقع هؤلاء في الحيرة أول الأمر، لأنهم لم يعلموا بمن يبدأون في التبشير، ثم اكتشفوا خطة التقاط الأطفال الذين يعضهم ناب الفاقة والفقر، فيحسنون إليهم ويستجلبونهم نحوهم. وقرر مؤتمر التبشير الذي عقد في شيكاغو أن ينظر في وسائل تعميم التبشير في الهند.
ثم تحدث عن التبشير في الملايو، وذكر أن أهالي هذه البلاد اقتبسوا شيئاً من مذهب الكاثوليك عقب ظهور البرتغاليين، ومن مذهب البروتستانت بعد استيلاء الهولنديين على هذه البلاد، وقد أبدى الهولنديون قسوة وعدم تسامح في القرون الوسطى لنشر عقيدتهم.
ثم يقول: وفي هذه الأيام (أي: أيام كتب مؤلفه) ذهبت إرساليات كثيرة إلى الملايو لتبشيرهم.