(2) ومن الثقافات أنواع مشتركة بين أهل الإيمان بالله، والوحدة فيها قائمة بين أهل الإيمان، ولا تعددية في واقعها.
(3) ومن الثقافات أنواع خاصة بالملحدين الذين لا يؤمنون بالله، وهذه الثقافات لا تتبناها الدولة الإسلامية، ولا تضعها ضمن أنظمتها، وحين تجعل شيئاً منها في مناهج دراستها فلترد عليها، ولتبين زيفها وبطلانها، وهذا هو ما عليه كل الدول الدينية النصرانية واليهودية وغيرهما.
(4) ومن الثقافات أنواع خاصة بأديان الأقليات غير المسلمة، والدول الإسلامية تسمح لهذه الأقليات بأن تنشئ ما تشاء من مؤسسات تعليمية خاصة بأبناء ملة كل منها، لتعليمهم ثقافاتهم الدينية الخاصة.
* وأما التعددية الدينية فقد وجدت عبر تاريخ الدول الإسلامية الطول، طوائف نصرانية ويهودية وبوذية وبرهمية، وقد كانت لهم من الدول الإسلامية الحماية التامة والرعاية الشاملة، ولم يضاروا من أجل دينهم في أي أمرٍ من أمورهم الخاصة بهم.
وما هو مباح في دينهم فإنهم يعاملون فيه بمقتضى أحكام دينهم في بيئاتهم الخاصة دون أن يخلوا فيها بما يفضي إلى إفساد أحوال المسلمين الذين هم الكثرة الكاثرة.
أما النظام المشترك العام الذي تحكمه علاقات مدنية وإدارية واقتصادية وأمنية فالجميع فيه سواء، وهذا أمرٌ تتفق عليه نظريات الحقوق الدولية جميعها.
ألا فكفوا أيها المشككون لئلا تعرى أفكاركم الضحلة، وتنكشف عوراتها.