القائمين به إلى أنفسهم، وإلى إمكاناتهم الإنسانية البحتة، ويحجب عنهم العون والمدد والتأييد، ويقذف في قلوبهم الرعب، ويطرحهم مع حشد الأمواج البشرية التي تتلاطم في حدود إمكاناتها المادية الخالية من القوى المعنوية المؤثرة الغلابة. وكذلك حينما يستثمر المجاهدون الفتح والنصر لغير الغاية التي قام الجهاد المقدس من أجلها، فإن الله يكل الفاتحين إلى أنفسهم، ويرفع عنهم يد التثبيت والمعونة، فتموج بهم الأرض التي فتحوها، وترتج بهم العروش التي اعتلوها، وتأتيهم إنذارات الانهيار، ليصلحوا نياتهم وأعمالهم، فإذا استمروا في الانحراف عن الطريق الذي حدده الله لهم، آذنهم بنقمته، وأنزل بهم عذابه، فدالت دولتهم، وانهارت قوتهم، وظفر بهم عدوّهم.
ب- الدعوة إلى الجهاد المقدس في التوراة والإنجيل والقرآن:
ولقد ظهرت الدعوة إلى الجهاد المقدس في الأديان الربانية الثلاثة، التي جاء بها موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وكان ظهورها فيها بشكل بارز قوي، يدل على ذلك قول الله تعالى في سورة (التوبة/9 مصحف/113 نزول) :
أما موسى عليه السلام فقد طلب من بني إسرائيل أن يباشروا هذا الجهاد المقدس ليحقق الله لهم الفتح فرفضوا طلبه، وقالو له كما أخبرنا الله في سورة (المائدة/5 مصحف/112 نزول) :