وهنا قامت في وجه الغزاة أسوار العلوم الإسلامية الرصينة وحصون النصوص الإسلامية الحصينة وأمجاد تاريخ المسلمين الناصع في جملته.
(2) العناصر الغازية
وبعد البحث والتأمل والاختبار والتجربة والملاحظة وتقويم النتائج رأى الغزاة أن يهاجموا هذه الأسوار والحصون بخطة ماكرة جداً، تشتمل على عناصر كثيرة جداً منها العناصر التالية:
العنصر الأول: إثارة الشبهات حول المبادئ والمفاهيم الإسلامية، وإثارة الشبهات حول النصوص المشتملة في مضمونها على هذه المبادئ والمفاهيم، وبعد العناء الطويل لم يظفروا من ذلك بطائل كبير يذكر، أو يستطيع التأثير في العقول النيرة الواعية البصيرة، وقام الباحثون من المسلمين يفندون هذه الشبهات، ويكشفون حقيقة الإسلام الناصعة.
العنصر الثاني: تشويه المفاهيم الإسلامية، بدس أفكار غير إسلامية في أصلها، ثم يجعل بعض المسلمين يأخذونها على أنها من الإسلام، ثم بحاربة الإسلام بها.
إن الغزاة في هذا يحاولون أن يقذفوا فينا الوباء بدسائسهم ليوجهوا لنا النقذ اللاذع بعد ذلك، وليقولوا لنا: أنتم موبوءون، وما كان فينا هذا الوباء الذي ينتقدوننا به إلا بأسباب من دسائسهم.
العنصر الثالث: تجهيل المسلمين بإسلامهم، أو صرفهم عن تفهمه تفهماً صحيحاً بدسائس كثيرة ومكايد خطيرة، وللعملاء والأجراء، والمخدوعين بهم دور كبير وخطير في حمل هذه الدسائس، وتنفيذ هذه المكايد.
والغرض من هذا التجهيل أن تكون عقول المسلمين ونفوسهم وقلوبهم مستعدة بفراغها لتقبل ما تمليه عليهم خطة الغزو.
وفي تنفيذ خطة التجهيل هذه يحاربون كل نشاط تعليمي صحيح مشرق