مرت أعمال المبشرين في مراحل تكاملت فيها خططهم وبرامجهم وأعمالهم الرامية إلى تحقيق أهدافهم، وأخذوا خلال هذه المراحل يعدّلون فيها ويحسِّنون، فيحذفون أشياء ويضيفون أخرى، وجعلوا يطورون وسائلهم، ويبتكرون فيها أشياء جديدة، توصل إليها حيل الذكاء، والتجارب والاختبارات ورصد نتائج الأعمال، أو ترشد إليها مداولات الآراء في المؤتمرات التي يعقدونها لهذه الغاية.
ولما كانت مؤتمراتهم تمثّل جانباً مهماً من تاريخ التبشير والمبشرين، اقتضى البحث في تاريخ التبشير عرض أمثلة موجزة منها، وفيما يلي طائفة من ذلك:
1- المؤتمر التبشيري الذي انعقد في القاهرة سنة (1906م)
كان "زويمر" رئيس إرسالية التبشير في البحرين أول من ابتكر فكرة عقد مؤتمر عام يجمع إرساليات التبشير البروتستانتية للتفكير في مسألة التبشير بين المسلمين.
وفي سنة (1906م) أذاع اقتراحه، وأبان الكيفية التي يكون بها، فوضعت هذه الفكرة على بساط البحث في "ميسور" من ولاية "كرناكا" في الهند، نظراً إلى أن هذه الولاية كانت ذات أهمية كبرى عند المبشرين، فيما يتعلق بالمسائل الإسلامية، لوجود مدرسة "عليكرا" هناك.
ثم عرض الاقتراح على مؤتمر التبشير الذي كان ينعقد في مدينة "مرداس" الهندية كل عشر سنوات، فأقر المؤتمرون عقد المؤتمر الذي قدم "زومير" الاقتراح بشأنه.
ولما تقرر عقد المؤتمر شرع المبشر "زويمر" مع زميل له يعدان ما يلزم لتأليف لجنة مؤقتة تضع جدول أعماله، وتدعو المبشرين المنتشرين في كل البلاد للاشتراك فيه.