نام کتاب : أصلح الأديان للإنسانية عقيدة وشريعة نویسنده : عطار، أحمد بن عبد الغفور جلد : 1 صفحه : 39
الروح حتى إذا طهرت صعدت إلى النرفانا.
وعقيدة التناسخ مردها كلما نرى إلى كفر تلك
الديانات بالبعث، أو خلوها منه وعدم تصورها للبعث
والنشور، وترى أن الجزاء عقاباً أو ثواباً حتم لضمان
العدل، فلا يصح أن يتساوى المذنب والصالح، فلا بد من
أن ينال الشرير أو الخيِّر الجزاء، ولهذا اخترعوا التناسخ
لمن استحق العقاب، والنرفانا لمن استحق الثواب.
فالعقيدة في البوذية - كما مر - ليست عقيدة بالمعنى
المعروف من كلمة العقيدة، لأن فكرة اللَه معدومة فيها،
فهي لاهوت من غير إله، وخَلْق بدون خالق.
ووجود (الكارما) أو (النرفانا) لا يودع في البوذية
العقيدة التي انتفت بانتفاء الألوهية والإله منها.
والبوذية تعترف بالواقع والمادة، ولكنها لا تحارب
المؤمنين بالآلهة، وهي مثل الجينية ثي الإلحاد.
أما من ناحية الشريعة فكل ما جاء في البوذية آداب
وأخلاق حسنة، أوامر ونواهِ تدعو إلى العمل الصالح
والقول الصادق، عمل الخير للناس، وكف الأذى عنهم،
والبعد عن تعذيب الجسد وإيلامه، والتنزه عن الكذب
والفسق والباطل كله، والتمسك بالحلال الصرف.
نام کتاب : أصلح الأديان للإنسانية عقيدة وشريعة نویسنده : عطار، أحمد بن عبد الغفور جلد : 1 صفحه : 39