responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الدعوة نویسنده : عبد الكريم زيدان    جلد : 1  صفحه : 459
تشركوا به شيئًا، وأن تخلعوا ما تعبدون من دونه من هذه الأنداد، وأن تؤمنوا بي وتصدقوا بي، وتمنعوني حتى أبيِّن عن الله ما بعثني به"[1]، وفي بيعة العقبة الكبرى قال -صلى الله عليه وسلم: "أبايعكم على أن تمنعوني ما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم" [2].
استعانة الداعي بغير المسلم:
710- قد يحتاج الداعي إلى حماية المشرك مِمَّن يريد إيذاءه أو منعه من تبليغ الدعوة، فهل يجوز للداعي أن يطلب هذه الحماية من غير المسلم، أو يقبلها إذا عرضها عليه؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب، فما شروط طلبها أو قبولها؟ ثم هل يجوز للداعي أن يستعين بغير المسلم في بعض أمور الدعوة؟ هذا ما نجيب عنه في الفقرات التالية:
جواز الاستعانة بغير المسلم لغرض حماية الداعي:
711- يجوز للداعي المسلم أن يقبل حماية غير المسلم له، ومنع الأذى عنه، وتمكينه من الدعوة إلى الله، كما يجوز للداعي أن يطلب هذه الحماية منه، ودليلنا على ذلك ما يأتي:
أولًا: من الثابت أنَّ أبا طالب كان يحمي رسول الله -صلى الله عليه وسلم، ويمنعه من قريش، وكان -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على بقاء عمِّه أبي طالب على موقفه هذا، وعدم تخليه عنه، وقد رفض أبو طالب فعلًا التخلي عن ابن أخيه، بالرغم من إغراء قريش وتهديدها، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فقام في بني هاشم وبني المطلب "فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله -صلى الله عليه وسلم، والقيام دونه.... إلخ"[3]، ولمَّا مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب، حتى قال -صلى الله عليه وسلم: "ما نالت مني قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب" [4] وسمَّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العام الذي ماتت فيها خديجة -رضي الله عنها- وأبو طالب عام الحزن[5].

[1] ابن هشام ج2، ص31، 32.
[2] ابن هشام ج2، ص50.
[3] ابن هشام ج2، ص281.
[4] ابن هشام ج2، ص236.
[5] إمتاع الأسماع، ص27.
نام کتاب : أصول الدعوة نویسنده : عبد الكريم زيدان    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست