نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف جلد : 1 صفحه : 285
وقال, صلى الله عليه وسلم: "مثل المجاهد في سبيل الله, والله أعلم بمن يجاهد في سبيله, كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالمًا مع أجر أو غنيمة" [1].
وعلى هذا فإن الجهاد يعتبر أفضل الأعمال الصالحة مطلقًا، وفضيلته أعظم الفضائل باعتباره وسيلة إلى إعلان الدين ونصره ونشره وإخماد الكفر ودحضه، ففضيلته بحسب فضيلة ذلك[2].
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في كتاب "السياسة الشرعية": "لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد في الجهاد، فهو ظاهر عند الاعتبار، فإن نفع الجهاد عام لفاعله ولغيره في الدين والدنيا، ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة، فإنه مشتمل من محبة الله تعالى والإخلاص له والتوكيل عليه وتسليم النفس والمال له والصبر والزهد وذكر الله وسائر أنواع الأعمال على ما لا يشتمل عليه عمل آخر. والقائم به من الشخص والأمة بين إحدى الحسنيين دائمًا، إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة"[3]. [1] فتح الباري: 6/ 6. [2] فتح الباري: 6/ 5، وهو من كلام ابن دقيق العيد. [3] السياسة الشرعية: ص122 وما بعدها الطبعة الرابعة عام 69. أجر المجاهدين:
إن للمجاهد منزلة رفيعة في مقياس الناس وفي ميزان العدالة الإلهية، وإن الشهيد في مقام كريم عند رب العزة، وفي حواصل طيور خضر عند جنة المأوى وليس أحد من أهل الجنة يتمنى أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد[1]، فإنه يود أن يقاتل ويقتل مرة ثانية ليحظى بما حظي به في المرة الأولى من روعة الاستقبال، وبهجة اللقاء. قال رسول الله, صلى الله عليه وسلم: "طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة. إن استأذن لم يؤذن وإن شفع لم يشفع" [2]، وقد شهدت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بالحياة المنعمة التي لا موت فيها لمن قتل شهيدًا. [1] فتح الباري: 6/ 81. [2] فتح الباري: 6/ 81.
نام کتاب : أضواء على الثقافة الاسلامية نویسنده : العمري، نادية شريف جلد : 1 صفحه : 285