العملاقين، ومجريات الأحداث فيها لا يمكن فهمه بعيداً عن هذا الصراع.
وهناك أمران اثنان يجعلان هذا الصراع شرساً أليماً فالعامل الأول هو هذه المميزات الظاهرة التي تتمتع بها هذه المنطقة من التوسط الجغرافي بين دول العالم والثروات الهائلة التي يزخر بها الوطن الإسلامي العربي (البترول، والزراعة) . والعامل الثاني هو وجود إسرائيل هذه الدولة التي عاشت عميلاً أميناً للشيوعية العالمية والرأسمالية العالمية في آن واحد والتي تختلف الدول الكبرى دائماً حول مصالح كل منها، ولكنها تلتقي دائماً حول بقاء إسرائيل في أرض فلسطين، ويستحيل على اليهود أن يقبلوا أمة إسلامية موحدة خارجة عن اللعبة العالمية والصراع الدولي والدوامة الرهيبة.
هذه الخطوط العامة التي نضعها بين يدي القارئ لملامح الدوامة الرهيبة التي تلف عالمنا الإسلامي سيستطيع بها أي فرد أتاه الله نصيباً من الذكاء والفهم أن يحل شيئاً من معضلة الحرب اللبنانية، وأن يفهم جانباً من معضلة الحرب-المصرية-الليبية، وأن يدرك لماذا وفي بلادنا الإسلامية بالذات يصاب الناس بالإحباط وخيبة الأمل والدهشة وعدم الفهم والتعصب الأعمى، وأيضاً بالتطرف واستعمال العنف أنها جميعاً محاولات يائسة للخروج من الدوامة.
29 يوليو 1977