للساسة العرب قد تبلور بشكل نهائي عند الساسة العرب بعد هزيمة 1967 ولذلك قبلت الدول العربية بقرار الأمم المتحدة رقم 242 وقبلت أيضاً بمبادرة روجرز وكل هذه كانت خطوات نحو هذا الهدف، وجميع البيانات المشتركة التي أعلن عنها بعد لقاءات عربية ودولية كانت تحمل في طياتها هذه الغاية كالقول بأحقية كل دول المنطقة في العيش بسلام داخل حدود آمنة ومعترف بها.. الخ.
وهذه الغاية النهائية المنشودة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي ليست في الحقيقة في صناعة العرب ولا من اختراع زعماء السياسة ولكنها في الحقيقة هي الحل الوسط الذي تريده القوى الدولية الكبرى روسيا وأمريكا، بل وأيضاً الدول الشرقية والغربية عامة وهذا ما تعرب عنه جميع البيانات السياسية لهذه الدول في كل مناسبة تتعلق بهذا الصراع، وإن كان هناك خلاف قائم فإنما هو في التفصيلات والأشكال والسبل ليحقق ذلك فقط وليس في الجوهر أو المضمون، كالخلاف القديم بين روسيا وأمريكا هل يوصل إلى هذا الحل دفعة واحدة أو على دفعات (خطوة خطوة) والخلاف بين روسيا وأمريكا: هل يمثل الفلسطينيون في جنيف (مؤتمر السلام) بوفد مستقل أو بوفد ضمن الدول العربية، أو وفد ضمن الأردن.. الخ، وكلها خلافات شكلية لا يغير من المضمون شيئاً..
هذا الهدف الغالي للدول الكبرى وللسياسة العربية أيضاً قد اتخذ الساسة العرب للوصول إليه طرقاً مختلفة نستطيع أن نجملها فيما يأتي:
أولاً: التهديد باستعمال القوة، وقد فعلت مصر هذا بعد هزيمة 67 حيث أعلن مراراً عن إعادة تكوين الجيش المصري بعد الهزيمة وإعادة تسليحه بأفضل بما كان وتهديد