نحو رحلة جديدة للبحث عن الذات
* لم يتخل الله بعد عن هذا العالم، ولن يتركه سدى أو عبثاً في أي يوم آت، فأمور العباد كلها بيده "يخفض القسط ويرفعه، يرفع له عمل النهار قبل عمل الليل، وعمل الليل قبل عمل النهار"، ويقول عن نفسه جل وعلا: {كل يوم هو في شأن} ، ويقول صلى الله عليه وسلم في معنى الآية: [من شأنه أن يغفر ذنباً، ويفرج كرباً، ويرفع أقواماً ويضع آخرين] ، وهذه الرؤيا الإيمانية لفعل الله في الكون والناس جزء من العقيدة وجزء من تفسير سنن الله في الكون والذين يفسرون أحداث الكون وتقلب الزمان دون نظر واعتبار إلى سنن الله فيه يضلون ويعمهون.
* والأمة الإسلامية التي انطلقت شرارتها من هذه الجزيرة المقدسة (أرض العرب) فبشرت بالإسلام ديناً وبالحق والعدل ميزاناً للحكم بين الناس، ورفعت الظلم عن المظلومين، وأزالت غشاوات الجاهلية عن أعين الشعوب المضللة المظلومة، وصهرت من انضوى تحت لوائها بأخوة عجيبة لم تفرق فيها بين الناس لأجناسهم وأوطانهم، هذه الأمة لا يمكن أن نفهم تاريخها على وجهه الصحيح دون نظر إلى الجانب الإلهي من تاريخها، فالجوانب المادية وحدها لا تفسر بتاتاً انتصار هذه الأمة على قوى الظلم