كالقصة الرمزية التي يقال فيها: أن رجلاً كان له دب غبي يربيه ويعتني به، وذات يوم نام الرجل أمام الدب فرأى الدب ذبابة على وجه صاحبه ولم يعرف كيف ينحيها عن وجه صاحبه إلا بأن أتي بحجر كبير وصك به وجه صاحبه ليطرد الذبابة. وهؤلاء الذين يخمشون وجه فلسطين ويقذفونها بالحجارة ليندبوا ذبابة من عينها أما أن يكونوا أغبياء أو خونة ولا واسطة بين ذلك.
ثانياً: المبرر الدولي والعالمي المتاح للقضية الفلسطينية هو أنه شعب مشرد يجب أن يعود إلى أرضه وأن له الحق في إقامة دولته المستقلة على هذه الأرض، هذا المبرر الدولي يجب التمسك به وتنميته والحفاظ عليه ولا يكون ذلك إلا بأن تكون طلائع هذا الشعب على مستوى المسؤولية فهما ودراية وأخلاقاً وسلوكاً. ولا يقول عاقل في الأرض أن ترويع الآمنين المحايدين على الأقل أو خطف النساء والأطفال عملاً أخلاقياً يخدم قضية على هذا المستوى من الأهمية والتعقيد والزمانة لأجيال لا يعلمها إلا الله.
ثالثاً: بالطبع لن أناقش رجلاً يقول أننا لا نحتاج إلى مبرر دولي وعالمي لقضية فلسطين لأن مثل هذا الإنسان يعيش بعيداً جداً عن عصر أصبح العالم فيه كأنه قرية واحدة وإذا كنا نحتاج إلي هذا المبرر الدولي وجب علينا أيضاً إلا ندخل في إطار المتناقضات الدولية بين الشرق والغرب وألا ننحاز مطلقاً لأحد المعسكرين المتقاتلين على اقتسام العالم فقد رأينا كيف تتحول الأمور إلى الضد إذا اختلفت المصالح وكيف أن الافتراق بين روسيا وأمريكا إنما هو اختلاف وافتراق في المصالح فقط وليس في العقائد والمبادئ.. فالذين يريدون من طلائع الشعب الفلسطيني أن يكون مطية