أما الآن فقد كثرت الجامعات، وطلابها بالآلف، وللشعوب الإسلامية سفراء، وبعضها تبعث الدعاة، ومع ذلك نجد التأثير لا يرقى إلى مستوى التطلعات ولا هو في مستوى ما يبذل من أموال وجهود.
[دور مكتبة المسجد في التثقيف ونشر المعرفة] دور مكتبة المسجد في التثقيف ونشر المعرفة[1] كان المسجد هو النادي الثقافي الأول في حياة المسلمين حقيقةً كان مدرسة رائعة وجامعة متعمقة وكان بجانب ذلك ناديًا ثقافيًا يتلقى فيه عموم المسلمين دروسهم الأولى فاتسعت مداركهم وغزرت معلوماتهم وصاروا قاعدة عريضة فاهمة واعية مدركة بجانب القمم العلمية المتخصصة في علوم الدين والدنيا.
كان المسجد مجمع المسلمين الذي يهيئ لكل امرئ منهم سبيلًا إلى تلقي ثقافة الإسلام العامة، كما كان معقد حلقات التعليم لطالب العلم في مرحلته الأساسية وفي دراساته العالية، فقد اشتمل جامع القيروان مثلًا على جناحين للتعليم أحدهما للرجال والآخر للنساء وازدهرت [1] مناهج التعليم في المساجد وأسلوب التدريس فيها ص7 الإسلام والحضارة ودور الشباب المسلم، ص14.