[مكانة المسجد في الإسلام وشمول وظائفه]
الأثر التربوي للمسجد
بسم الله الرحمن الرحيم مكانة المسجد في الإسلام وشمول وظائفه
لمصالح الدنيا والآخرة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فالمساجد بيوت الله، فيها يعبد وفيها يذكر اسمه، وزواره فيها عُمَّارُها، وهى خير بقاع الله في الأرض ومنارات الهدى وأعلام الدين، فكما أنها مجالس للذكر، ومحراب للعبادة، فهي منارات لتعليم العلم ومعرفة قواعد الشرع بل هي أول المؤسسات التي انطلق منها شعاع العلم والمعرفة في الإسلام!! وفي فضلها وعظم منزلتها وردت نصوص كثيرة منها: قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18] [1] فالله سبحانه وتعالى- وهو مالك كل شيء- نسب المساجد إليه وشرَّفها وعظمها بإضافتها إليه، فليست هي لأحد سواه، كما أن العبادة التي كلَّف الله عباده إياها لا يجوز أن تُصرف لسواه.
ومنها ما رواه مسلم في صحيحه: عن أبي هريرة رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده» [2] .
ومما يدل على مكانة المساجد عند الله أن عُمَّارها ماديا ومعنويا هم صفوة خلقه من الأنبياء والمرسلين، وأتباعهم من عباده المؤمنين، قال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ - رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 127 - 128] [3] .
وقال تعالى في عُمّار سائر المساجد: [1] سورة الجن الآية: 18. [2] جزء من حديث رواه مسلم رقم (2700) . [3] سورة البقرة الآية (127، 128) .