الله صلى الله عليه وسلم: [إن أعلمكم بالله وأتقاكم لله: أنا] .
ولذلك يجعل هذا المنهج السلفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه هي الأساس بعد كلام الله في التزكية والتطهير والاتباع.
وكذلك يجعل سيرة الصحابة الأول ورجال الصدر الأول الذين تمثلوا القرآن والسنة قولاً وعملاً وخلقاً قدوة في التزكية؛ فهم المُثُل الحية لزكاة النفس وطهارتها، ولا يقاس بهم من بعدهم أبداً؛ فهم خير القرون وأنفعها للمسلمين، ويأتي بعدهم التابعون بإحسان، والعلماء العاملون في كل عصر؛ وفق ذلك المنهج السلفي الذي شرحنا أصوله آنفاً.
فالعلماء الذين اتبعوا منهج الكتاب والسنة؛ توحيداً، واتباعاً، وتزكيةً، ولم يقعوا في الشرك الظاهر، أو التأويل الباطل، أو ظلال السلوك، وترهات التصوف: هم القدوة بعد الصحابة والتابعين.
وبهذا يتحدد المنهج السلفي في التزكية.
إنه امتثال حقيقي لا ظاهري صوري لكلام الله وكلام رسوله.
ونعني بالامتثال الحقيقي: الذي يكون باطناً وظاهراً، حقيقة لا تصنعاً، إيماناً لا نفاقاً، وزكاةً وطهراً لا خبثاً ولؤماً، وطيبة يستحق المرء معها أن تسلم عليه ملائكة الله على باب الجنة: {طبتم فادخلوها خالدين} (الزمر: 73) .
فنسأل الله أن يجعلنا من أولئك الأبرار الصالحين.