الهدف الأول من أهداف الدعوة، وهو بذلك الهدف الثالث للدعوة، وهو ما نحن بصدده الآن؛ أي: تقوم عليه الحجة، وينقطع عذره عند الله تبارك وتعالى.
وفي هذا من الأمر ما فيه؛ لقوله تعالى: {ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء} (البقرة: 272) .
وقوله تعالى: {إن عليك إلا البلاغ} (الشورى: 48) .
وقوله تعالى: {إنما أنت منذر} (الرعد: 7) .
فعلم من هذا أن الأمر موكول بالدعوى ليس إلا، وأما الهداية؛ فإنها من فعل الله سبحانه وتعالى، والله يجريها على من شاء من عباده؛ توفيقاً وإحساناً، نسأل الله أن يجعلنا ممن يجري الخير على يديه؛ إنه هو السميع العليم.
وخلاصة هذا الهدف من أهداف الدعوة هو أن الداعي إلى الله إن لم يتحقق هدفه الأول ويهتدي من يدعوه إلى الله تبارك وتعالى؛ فلا يظنن أن عمله قد ذهب سدى، بل قد أدى واجبه الحقيقي، وهو إقامة الحجة لله، وقطع عذر هذا المعاند أمام ربه يوم القيامة.
وإقامة الحجة تكون في أصل الإسلام -وهو الشهادتين- كما تكون في أركانه.
فمن أقر بالشهادتين، وادعى أنه ناج يوم القيامة؛ دون الصلاة؛ أقيمت عليه الحجة في ذلك بالآيات والأحاديث.
وكذلك الشأن في أركان الإسلام م، بل وفي الواجبات والمحرمات عامة.
فإقامة الحجة على مسلم معاند -وليس من شأن المسلم أن يعاند في ترك واجب أو فعل حرام- واجبه أيضاً؛ لأنها من الدعوة إلى دين