نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 26
فإن هؤلاء التتار قد جعلوا حاله وحال أهله أسوأ من حال بقية المسلمين مع الصليبيين في الشام ومصر.
ولم يكن أذى التتار وهجومهم وحروبهم مع المسلمين مقصورا على العراق بل امتد ذلك إلى الشام فعبروا نهر الفرات أيام حكم آخر سلاطين الأيوبيين ووصلوا إلى حلب عام 658 هـ وحاصروها ثم سلمت إليهم بشرط الأمان فخانوا العهد وفتكوا بالمسلمين وفعلوا قريبا من فعلتهم في بغداد، ثم دخلوا دمشق بيسر وسهولة ودون مقاومة [1].
ثم كانت بينهم وبين الظاهر بيبرس [2] موقعة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون نصرا محققا ولاحقوا التتار حتى أخرجوهم من حلب [3]، واستمرت الحرب بين المسلمين والتتار حتى بعد انتهاء الحروب الصليبية بل استمرت إلى ما بعد وفاة الطوفي سنة 716 هـ.
وفي أثناء تلك الحروب الصليبية والتترية لم تسلم البلاد الإسلامية من الانقسام والاختلاف والاقتتال بين السلاطين، بل شهدت تلك الفترة كثيرا من التمزق والاختلاف، كما حصل من الأيوبيين فيما بينهم والمماليك الذين انتقلت سلطة الأيوبيين إليهم ابتداء بمصر سنة 648 هـ. وأصبحت مصر بعد سقوط بغداد [1] انظر البداية والنهاية 13/ 218 - 220، وشذرات الذهب 5/ 287 - 288، 290 - 291. [2] بيبرس العلائي البندقداري الصالحي ركن الدين الملك الظاهر، ولد بأرض القبجاق وأسر فبيع في سيواس ثم انتقل إلى حلب ثم القاهرة، واشتري هناك، ثم صار للملك الصالح نجم الدين أيوب، ثم أعتقه، ثم كان أتابك العساكر بمصر في أيام الملك قطز، ثم دبر مقتل الملك وتولى السلطة.
توفي سنة 676 هـ (انظر النجوم الزاهرة 7/ 94، وفوات الوفيات 1/ 235 - 247، والبداية والنهاية 3/ 274). [3] انظر شذرات الذهب 5/ 291.
نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 26