نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 417
وينهاكم عن عبادة الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف. فإن كان ما تقول حقا فسيملك موضع قدمي هاتين. وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت [1] لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت قدمه" [2].
قلت: فهذا حديث صحيح ثابت بإجماع المسلمين، ويستحيل عادة اختلاق مثله. ثم لو سلم أنه مختلق، لكن هذه القضايا التي فيه مشهورة مثل أنه لم يكن في قومه/ نبي [3] ولا ملك، وأنه غير كاذب ولا غادر ونحوها.
ووجه الاستدلال منها ظاهر جدا، فلو وفق النصارى كلهم لما وفق له هذا الملك [4]، لأفلحوا كل الفلاح، ثم مقصودنا منه: استدلاله على صدقه بقوله:
" لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله"./
وهكذا النجاشي ملك الحبشة لما سمع ما أنزل على محمد في سورة مريم من صفة المسيح حيث يقول: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) «5» [1] لتجشمت: أي تكلفت الوصول إليه. [انظر فتح الباري 1/ 37، ومختار الصحاح ص 105]. [2] أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي، الباب السادس، وفي الجهاد، باب قوله تعالى: قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا ... بلفظ مقارب للفظ الأول وأطرافه في مواضع أخرى من صحيحه. وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب كتاب النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى هرقل بلفظ مقارب لهذا اللفظ، وأحمد في المسند (1/ 262) بنحوه. [3] كلمة:" نبي" ليست في (أ). [4] هذا الملك وفق لمعرفة الحق دون الانتفاع به، وليس في هذا فلاح.
(5) سورة مريم، آية: 30.
نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 417