نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 487
الثالث: أن هذا من الأمور الإلهية التي اعترفت أنت وحكيت عن أرسطو:
" أن قوتنا بالنسبة إلى ادراكها، كإبصار الخفاش إلى الشمس" [1] وأن فائدة النبوات تعريف مثل ذلك، فليس لك أن تعترف بقصور عقلك عن أمر تعود فتنكره بناء على أن عقلك لا يدركه، بل إن اعترفت بأن الشرائع وردت بما يقصر عنه العقل البشري، لزمك تسليم مثل هذا إذا أخبر به صادق، ولا يبقى لك نزاع إلا في صدقه وعلينا بيانه، وإن أنكرت ذلك فلست من أهل الشرائع حتى نتكلم معك، لأن أهل الشرائع أجمعوا على خلافك [2].
الرابع: أن العالم بأسره لما أنكر عليكم دعواكم: أن الله هو المسيح وأنه عبارة عن ثلاثة أقانيم: الأب والابن وروح القدس، إله واحد، لجأتم إلى إمكان ذلك في قدرة الله، مع أن دعواكم إذا حققت كانت باطلة قطعا عند كل عاقل، وتمحلتم [3] لاثباتها بتشبيهه بالشمس المتحدة في نفسها المشتملة على جرم وضوء وشعاع، وبالزبرة [4] المحماة المشتملة/ مع وحدتها على حديد ونار وشرر، وأشباه هذا من الأشياء التي لا حاصل لها واستروحتم [5] إلى ذلك، مع أنه مكابرة جبناء فنحن أولى أن نلجأ في هذه الأمور الغائبة عنا، الممكنة في نفسها بلا خوف إلى قدرة الله سبحانه. [1] انظر ص: 237 وما بعدها من هذا الكتاب. [2] في (ش): خلاف ذلك. [3] من تمحل: أى احتال. [انظر لسان العرب 11/ 619، ومختار الصحاح ص 617، والمعجم الوسيط 2/ 856]. [4] الزبرة: القطعة من الحديد. [انظر لسان العرب 4/ 316، ومختار الصحاح ص 267]. [5] أي سررتم به ونشطتم، من راح الإنسان إلى الشيء يراح ويستروح إليه، وإليه سكن واطمأن".
[انظر لسان العرب 2/ 460، والمعجم الوسيط 1/ 380].
نام کتاب : الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية نویسنده : الطوفي جلد : 1 صفحه : 487