واستمر صلى الله عليه وسلم ينذر أقربيه أولا ويدعوهم إلى الله تعالى، والسر في ذلك أن الحجة إذا قامت عليهم تعدت إلى غيرهم، وإلا كانوا علة للأبعدين في الامتناع [1] فلما ظهر من جملتهم الإصرار على الكفر والعناد، ومنعوه من تبليغ دعوة ربه، انتقل إلى الطائف، ودعاهم إلى الله، ثم عاد إلى مكة، وبدأ يعرض دعوته على القبائل، بعد أن يتعرف عليهم.
ويستفاد من هذا التدرج مع المدعو الإلماح إلى درجات المسؤولية التي تتعلق بكل مسلم، وبالدعاة خصوصا، فأدنى تلك الدرجات مسؤوليته عن نفسه، ثم عن ذوي قرباه، ثم قومه، وهكذا [2] . [1] انظر: ابن حجر، فتح الباري، 9 / 452. [2] انظر: د. محمد سعيد رمضان البوطي، فقه السيرة ص 113، 114.