" ممن أنت "؟ قال: من همدان، قال: " فعند قومك منعة؟ " قال: نعم. .» [1] .
فبدأ بالتعرف عليه، ثم طلب منه المنعة، لكن الرجل خشي أن يخفره قومه، فوعده قابلًا.
وحينما التقى صلى الله عليه وسلم وفد يثرب، بدأهم بسؤاله: " من أنتم؟ " قالوا: من الخزرج، قال: " أفلا تجلسون أكلمكم؟ ! "، قالوا: نعم " [2] .
فكان هذا التعرف مبدأ الحوار معهم، حيث عرض عليهم دعوته المباركة، فأسلموا ودعوا أقوامهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكره صلى الله عليه وسلم [3] .
وبعد أن هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة استمر يتعرف على مدعويه من الوفود وغيرهم قبل عرض الدعوة عليهم، من ذلك «قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس حين قدموا عليه: " من القوم أو من الوفد؟ " قالوا: ربيعة، قال: " مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى» [4] .
وحين قدم عليه مبعوث " هرقل " بجواب رسالته صلى الله عليه وسلم وهو في تبوك بدأه بقوله: " ممن أنت؟ يقول: فقلت: أنا أحد تنوخ، قال: " هل لك في [1] أحمد، المسند ح 15173) 3 / 495. [2] انظر: ابن هشام، السيرة النبوية 2 / 54. [3] انظر: ابن حجر، فتح الباري 7 / 624. [4] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان (ك 2 ح 53، 1 / 29) .