تكون بالعاقبة فإذا انتفت ثبت ضدها " [1] .
ومن الحكمة في التعرف على المدعو إتاحة الفرصة للداعية في معرفة خصائصه، وعرفه، وطبائعه، وطرق التأثير فيها، وكيفية الوصول إلى إقناعها.
ألا ترى «أنه صلى الله عليه وسلم، حينما رأى سيد الأحابيش قادما عليه وهو في الحديبية، قال: " هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له " فبعثت له واستقبله الناس يلبون» [2] .
فبمعرفته صلى الله عليه وسلم لطبيعة هذا الرجل وتقاليده استطاع إقناعه بيسر وسهولة، حيث عاد الرجل وهو يقول: " سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت " [3] .
إذا معرفة المدعو وتقاليده وموافقته فيما يميل إليه ويهواه من المباحات عامل مهم في استمالته إلى دين الإسلام، روت عائشة رضي الله عنها، قالت: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني، وأنا أنظر إلى الحبشة، وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعهم أمنا بني أرفدة " يعني من الأمن» [4] .
فلم يعنف عليهم صلى الله عليه وسلم تطييبا لنفوسهم، واستمالة لها إلى الإسلام. [1] أحمد بن عبد الرحمن البنا، الفتح الرباني 1 / 71. [2] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد (ك 58 ح 2581 - 582) 2 / 976. [3] البخاري، صحيح البخاري، المرجع السابق 2 / 976. [4] البخاري، صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب قصة الحبش، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يا بني أرفدة " (ك 65، ح 3337) 2 / 1298، 1299.