" وجه ذلك أنه بلَّغ اليهود ودعاهم إلى الإسلام والاعتصام به " [1] وكان بعد هجرته صلى الله عليه وسلم يشترط على كل من يسلم الهجرة إلى المدينة فما الحكمة في هذا الاشتراط؟
يشير ابن حجر إلى الحكمة في ذلك فيقول: " كانت الهجرة فرضا في أول الإسلام على من أسلم لقلة المسلمين بالمدينة وحاجتهم إلى الاجتماع " [2] فدل على أن الهجرة كانت عينًا على كل من أسلم قبل الفتح لنصرة الإسلام وإكثار سواد المسلمين [3] فلما فتح الله مكة ودخل الناس في دين الله أفواجًا سقط فرض الهجرة إلى المدينة وبقي فرض الجهاد والنية [4] قال صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية. . .» [5] أي: لا هجرة إلى المدينة، أما أصل الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام فهذا قائم إلى أن يرِث الله الأرض ومن عليها [6] .
[ثانيا دعوة المسلمين]
ثانيا: دعوة المسلمين: كما كان صلى الله عليه وسلم يدعو طيلة العهد المكي إلى الإسلام فقد كان طيلة هذا العهد يربي من يدخل في الإسلام التربية الإيمانية الحقة، فقد استطاع صلى الله عليه وسلم [1] ابن حجر، فتح الباري 15 / 253. [2] ابن حجر: فتح الباري 6 / 122. [3] انظر: ابن حجر، فتح الباري 6 / 120. [4] ابن حجر، المرجع السابق 6 / 121. [5] البخاري، صحيح البخاري، كتاب الجهاد، باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية، (60 ح 2670) 3 / 1040. [6] ابن حجر، فتح الباري 8 / 635.