النفوس من النفرة عن ترك المألوف [1] .
لقد أدرك العلماء سر التدرج في التشريع، ولاحظوا أنه أدعى إلى قبول الناس للأحكام بخلاف ما لو نزل التشريع دفعة واحدة، فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس لنزول الفرائض والنواهي جملة واحدة، يثقل على النفس حملها [2] .
(ب) التدرج في الدعوة:
نقصد بالتدرج في الدعوة تدرجه صلى الله عليه وسلم في تبليغ الإسلام والدعوة إليه، تدرجه في الدعوة إلى الموضوع توحيدًا وشريعة، وتدرجه في اتخاذ الوسائل المناسبة لعمل دعوته صلى الله عليه وسلم، ونقلها إلى الناس، وتدرجه في اتخاذ الأساليب المناسبة في الدعوة، وكذلك تدرجه صلى الله عليه وسلم مع المدعوين، وهذا النوع من التدرج هو موضوع بحثنا وسأتناوله بشيء من التفصيل في صلب هذه الرسالة إن شاء الله تعالى. [1] ابن حجر، فتح الباري 10 / 48. [2] انظر: د. صبحي الصالح، معالم الشريعة الإسلامية ص 136.