تتبين صلة الشريعة بالتوحيد من وجوه:
1 - يشملهما مسمى الإيمان والإسلام والدين.
2 - أحدهما مستلزم والآخر متضمن.
3 - التوحيد هو الأصل والأساس، والشريعة فرع وثمرة.
4 - صحة التوحيد شرط في قبول الشريعة.
[ثالثا التدرج في الدعوة إلى الشريعة] ثالثا: التدرج في الدعوة إلى الشريعة: اقتضت حكمة البارئ جلَّ وعلا في دعوة عباده إلى الشريعة أن يتدرج معهم على وجه لا يشق عليهم، مراعيا البدء بالأهم فالمهم [1] من هذه الشريعة أركان الإسلام، فقد تدرج الشارع في الدعوة إليها بدءًا بالأهم ثم المهم، فافترض عليهم أول شيء بعد التوحيد الصلاة، وذلك لعظيم أهميتها، يدل على ذلك ما رواه البخاري في كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلاة في حديث الإسراء الطويل، وفيه يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ففرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك، حتى مررت على موسى، فقال: ما فرض الله على أمتك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرها، فقال: راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق، فراجعته فوضع شطها، فرجعت إليه، فقال: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعته، فقال: هي خمس، وهي خمسون، لا يبدل القول لدي. . .» الحديث (2) [1] انظر: ابن سعدي، المرجع السابق، 1 / 272.
(2) البخاري، صحيح البخاري، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء (ك 8 ح342) 1 / 135، 136.