واليمن مخلافان، ثم قال: يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تنفرا» . . . " الحديث [1] فكانت مهمة كل واحد منهما تعليمية قضائية، وكذلك كانت مهمة معاذ بن جبل رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن الدعوة والتعليم، فقد أوصاه صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنّك تقدم على قوم من أهل الكتاب، فليكن أول ما تدعوهم أن يوحدوا الله تعالى. . . .» [2] فكانت وصيته صلى الله عليه وسلم أن يبدأهم بالدعوة إلى الإسلام فإن أسلموا علّمهم الإسلام، واقتصرت بعثته على التعليم والهداية [3] .
فدلّت هذه النصوص على أنه صلى الله عليه وسلم اختار طائفة من فقهاء صحابته، وبعثهم ليكونوا وسيلة دعوية تقوم بمهمة تعليم الناس أمور دينهم [4] .
والذي ينبغي معرفته أن السفر وبعث البعوث للقيام بمهمة الدعوة إلى الله هي مسؤولية المسلمين في كل عصر، وهي إحدى الوسائل المساعدة على القيام بهذا الواجب العظيم [5] . [1] البخاري، صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما إلى اليمن قبل حجة الوداع (ك 67 ح 4186) ، 4 / 1578. [2] البخاري، صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى (ك100 ص6937) ، 6 / 2685. [3] انظر: الشيخ محمد أبو زهرة، خاتم النبيين 2 / 1405. [4] انظر: أبو زهرة، (المرجع السابق) 2 / 1405. [5] انظر: د. محمد سعيد البوطي، فقه السيرة النبوية، ص 473.