فكان الإلزام بهذه المصالحة خاصًّا بقريش - العدو الوثني - [1] وقد اعترفت قريش في أعقابه بالكيان الإسلامي اعتراف الند بالند [2] فكان ذلك مدعاة لدخول كثير من القبائل في الإسلام بعد أن أمنوا من قريش بعد مصالحتها للنبي صلى الله عليه وسلم [3] .
بل كان هذا الصلح مقدمة لفتح مكة، حيث نقضت قريش صلحها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان ذلك داعيًا لمسيره صلى الله عليه وسلم إليهم وفتح مكة [4] والقضاء على فتنتهم، حيث كانوا يصدون عن دين الله يقول تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: 193] [5] ؛ ولذا أقبل الناس على دين الله أفواجًا فقد روى البخاري في كتاب المغازي، عن عمرو بن سلمة - رضي الله عنه - قوله: «وكانت العرب تَلَوَّمُ [6] بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم وبدر أبي قومي بإسلامهم. .» الحديث [7] . [1] انظر: البوطي، فقه السيرة النبوية ص 374. [2] انظر: أبو شهبة، السيرة النبوية (2 / 340) . [3] انظر: حاشية د. مصطفى ديب البغا على صحيح البخاري 4 / 1525. [4] انظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 164، 165. [5] سورة البقرة، الآية: 193، وسورة الأنفال، الآية: 39. [6] تَلَوَّمُ بإسلامهم الفتح: أي: تتلوم ومعناه: تنتظر فتح مكة حتى تعلن إسلامها، انظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 338، وانظر: العيني، عمدة القاري 17 / 290. [7] البخاري، صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب من شهد الفتح، (67 / 4051) 4 / 1564، 1565.