جانبهم [1] . يدل على ذلك ما رواه أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل خيبر فغلب على النخل والأرض، وألجأهم إلى قصرهم، فصالحوه على أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والحلقة ولهم ما حملت ركابهم. . . .» الحديث [2] .
ثم أبقاهم صلى الله عليه وسلم لاستصلاح الأرض على أن ليس لهم فيها ملك، ومتى شاء أن يخرجهم أخرجهم [3] ولذلك أجلاهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه [4] فقد روى أبو داود عن عمر رضي الله عنه، قال: «أيّها الناس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامل يهود خيبر، على أنّا نخرجهم إذا شئنا، فمن كان له مال فيلحق به، فإني مخرج يهود، فأخرجهم» [5] .
إذ إن مصلحة الدولة الإسلامية توجب إلزام كل عدو ظاهر العداوة بالخضوع لسلطانها، والقضاء على قوته حتى لا يكون مصدر خطر يهددها. [1] انظر: أبو شهبة، السيرة النبوية، 2 / 1389، وانظر: محمد دروزه، سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم 2 / 205. [2] محمد ناصر الألباني، صحيح سنن أبي داود (24 / 3009) 2 / 583، 584. [3] انظر: ابن حجر، فتح الباري 8 / 256. [4] انظر: المرجع السابق 8 / 256. [5] الألباني، صحيح سنن أبي داود (24 / 3007) 2 / 582.