لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، وكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حلوة ملاحة، لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس، أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: " فهل لك في خير من ذلك "؟ قالت: ما هو يا رسول الله؟ قال: " أقضي كتابتك وأتزوجك "، قالت: نعم يا رسول الله، قال: " قد فعلت "، قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها» [1] فأعتق الناس سباياهم إكراما لها لأنها صارت من أمهات المؤمنين [2] فظهرت حكمته صلى الله عليه وسلم في هذه المصاهرة وهي تأليف هذه المرأة وتأليف قومها على الإسلام، فحينما سارع أصحابه رضي الله عنهم بإعتاق ما في أيديهم، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاهم ذلك إلى الإيمان بالله ورسوله لما رأوا من الكرم وحسن الخلق [3] . [1] أحمد بن عبد الرحمن البنا، الفتح الرباني 14 / 109، 110، وانظر: ابن هشام، السيرة النبوية، 3 / 185، 186. [2] انظر: أحمد البنا، الفتح الرباني 14 / 110. [3] انظر: الشيخ محمد محمود الصواف، زوجات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات وحكمة تعددهن ص 74، وانظر: د. عبد الناصر توفيق العطار، تعدد الزوجات ص 141.