نام کتاب : التنصير مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته نویسنده : علي بن إبراهيم الحمد النملة جلد : 1 صفحه : 22
سنة 457م إلى فارس، وأنشأت فيها مدرسة نصيبين، [1] وانتشرت من هذه المدرسة حملات التنصير على الطريقة النسطورية إلى جوف آسيا وبلاد العرب. وقد استعانت هذه الحملات التنصيرية بالفلسفة اليونانية [الإغريقية] لنشر التعاليم الخاصة حول طبيعة المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام [2] .
ثم توالت الاستعانات بالثقافات الأخرى كالفارسية والهندية وغيرها مما أعطى هذه الديانة بعدا وثنيا، خرج بها عن أصولها التي جاء بها عيسى ابن مريم - عليهما السلام - حتى قيل: إن أركان " المسيحية الجديدة وعقائدها وصلواتها وشعائرها تأثرت أو تحدرت من الديانة الوثنية التي كانت سائدة قبل ظهور المسيح - عليه السلام -، أو في أيامه. وقد نقلها المؤمنون الجدد من ديانتهم الوثنية، فأقرتهم عليها الكنيسة، ثم تبنتها وجعلتها رموزا تأويلية ملفقة ترضيهم وتلبس على غيرهم " [3] . [1] نصيبين مدينة من بلاد الجزيرة يروي " ياقوت" عنها أثرا عن الرسول صلى الله عليه وسلم - فيه دعاء بفتحها وجعلها بركة للمسلمين. وقد فتحها القائد المسلم عياض بن غنم - رضي الله عنه -، واشتهرت بمدرستها السريانية. انظر ياقوت الحموي. معجم البلدان. - مرجع سابق - 5 / 288 - 289. [2] يقول إسماعيل مظهر: " ولم يكونوا عاملين على نشر المسيحية فقط، بل أرادوا أن ينشروا منها تعاليمهم الخاصة في طبيعة المسيح، فأخذوا يستعينون على بث أفكارهم بأقوال ومذاهب منتزعة من الفلسفة اليونانية. فأصبح كل مبشر نسطوري بالضرورة معلما في الفلسفة اليونانية، كما أنه مبشر بالدين المسيحي ". انظر: إسماعيل مظهر. " تاريخ تطور الفكر العربي بالترجمة والنقل من الثقافة اليونانية - 1 - ". - المقتطف مج 66 ع2 (3 / 3 / 1925 م) . - ص141 - 149. [3] أندريه نايتون وإدغار ويند وكارل غوستاف يونغ. الأصول الوثنية للمسيحية. ترجمة سميرة عزمي الزين - د. م.: المعهد الدولي للدراسات الإنسانية، 1411 هـ - 1991م. ص5. - (سلسلة من أجل الحقيقية / 4) . وانظر أيضا في الأصول الوثنية للنصرانية: محمد طاهر التنير. العقائد الوثنية في الديانة النصرانية. - نشره وعلق عليه ونقحه وقدم له محمد بن إبراهيم الشيباني. - الكويت: مكتبة ابن تيمية، 1408 هـ 1987م. ص 156. - (سلسلة ملل ونحل / 4) .
نام کتاب : التنصير مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته نویسنده : علي بن إبراهيم الحمد النملة جلد : 1 صفحه : 22