نام کتاب : التنصير مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته نویسنده : علي بن إبراهيم الحمد النملة جلد : 1 صفحه : 52
[المهتدون] المهتدون: وهناك نماذج كثيرة حية جاء أصحابها إلى بيئات إسلامية بحجة العمل، وإنما جاءوا ليتولوا مهماتهم التنصيرية بين قومهم أولا، ثم بين من يمكن لهم الاختلاط، بهم، وعندما تبين لهم الحق تركوا كل شيء واهتدوا للإسلام، ثم عملوا دعاة بين قومهم وبين من يمكن لهم الاختلاط بهم، ومما يؤيد ذلك أن بعضا منهم إذا تبين له تدخُّل النفوذ السياسي في الحملات التي يعمل معها فإنه سرعان ما يتراجع عن جهوده، وربما اعتزل التنصير الخارجي، وتفرغ للتنصير في بيئته الصغيرة المحيطة به من أبناء جلدته، وربما سعى إلى البحث عن تنظيمات تنصيرية يتوسم فيها البعد عن سوء الاستغلال لأغراض أخرى سياسية أو اقتصادية أو نحو ذلك، إلا أن هذه الفئة من المنصرين لا تظهر في الكتابات المؤيدة للتنصير، لأنها تعطي انطباعة غير جيدة عن الحملات التنصيرية وارتباطاتها بالتيارات الأخرى.
ومسألة اهتداء النصارى ولا سيما المنصرون منهم ليست مسألة جديدة، فإن التاريخ الإسلامي حافل بنماذج من الذين هداهم الله تعالى إلى الإسلام، وكان من نتائج ذلك أن تحولوا إلى دعاة إلى الخير فكتبوا عن عقيدة التثليث، يبينون ما طرأ على النصرانية، من تحريف، ويجادلون بني قومهم باللغة التي يفهمونها وفي هوامش هذه الوقفة بعض نماذج مما كتب حول ذلك.
ولعل أول ما يسترعي انتباه المهتدين إلى الإسلام هي عقيدة التوحيد التي تتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها في عبادة واحد أحد، دون منازع أو شريك. ولأن هذا التوحيد قد استقر في نفوس المسلمين فإنه قد لا يدرك العامة منهم هذا الاستقرار العقدي الذي هداهم الله تعالى إليه، وعندما يراهم الآخرون بهذا القدر من
نام کتاب : التنصير مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته نویسنده : علي بن إبراهيم الحمد النملة جلد : 1 صفحه : 52