responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 219
الكمال، بل حث الإسلام المسلم على أن يجمع أمره ولا يشتت عمله، وذلك ليتقن ما هو فيه من علم أو عمل، ولكن بشرط أن لا يكون ذلك على حساب أنواع من الواجبات والضروريات الأخرى.
فليس للإنسان أن يضيع الصلوات المفروضة مثلًا زاعمًا أنه مشتغل عنها بعلوم الفقيه والحديث والتفسير، أو مشتغل عنها بإتقان صناعة من صناعات كسب الرزق، أو أن يضيع حقوق أهله وأولاده عليه بحجة انشغاله بعلم أو عبادة، أو عمل من أعمال الاكتساب، حتى تأخذ هذه الأمور من طاقته وزمنه أكثر من حصتها المقدرة لها في التوزيع العام، ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن لربك عليك حقًّا. وإن لنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حق حقه".
شرح العنصر الثالث:
وهو ربط تلبية المطالب الإنسانية بالأسس الإيمانية، وتصعيد غايات النفس وأهدافها، لدى فسح المجال لتلبية مطالبها، وذلك بأن لا يكون هدف الإنسان وغايته مجرد تلبية مطالب الميول والدوافع الفطرية، وإنما يهدف مع ذلك إلى أمور أسمى.
1- أما ربط تلبية المطالب الإنسانية بالأسس الإيمانية فيكون بملاحظة أن الله تعالى هو الذي خلق مطالب الأنفس، وهو الذي ييسر سبل تلبيتها، وهو الذي وضعها ووضع مجالات تلبيتها تحت سلطة الإنسان، ليمتحن إرادته بين منهجي الحياة: الاستقامة على الطريقة، والانحراف عنها.
فالمسلم بهذا الربط بالأسس الإيمانية إذا عمل لتلبية مطالبه الإنسانية فإنها يبتغيها من فضل الله، ويدعو الله مع كل مطلب أن ييسره له، ويستعيذ بالله أن يدفع عنه الشر والسوء والأذى، التي قد تنجم عن تلبيته، ولا بد أن يرافق ذلك مراقبة الله، والطمع بثوابه، والخوف من عقابه، وهذه المراقبة من شأنها أن تصد

نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست