نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 277
الفصل الأول: التعلم والتعليم المقدمة:
عرفنا أن بناء الحضارة الإسلامية بناء واقعيًّا يحتاج إلى وسائل متعددة، وفي مقدمة هذه الوسائل السعي إلى معرفة حقائق الأمور، وخصائص الأشياء وسائر صفاتها، والأعمال ونتائجها، عن طريق التعلم والتعليم.
لقد عمل الإسلام على غرس وتنمية الدوافع الذاتية في المسلمين، التي تحرضهم على تحقيق هذه الوسيلة، والأخذ بها على مقدار استطاعتهم الفردية والجماعية.
فأخذ بتغذية ميل الإنسان الفطري لمعرفة ما يجهل، واستخدام كل وسيلة إنسانية مستطاعة لإبلاغ هذا الميل إلى مرتبة الشغف بالعلم، والتلهف المستمر لمتابعة المعرفة الشاملة لكل ما في الوجود من حقائق وسنن مادية، وقوانين مجردة.
وذلك لأن من شأن متابعة المعرفة الشاملة شغفًا بالعلم أن تأخذ بيد الشعوب المتصفة بها، وتسير بها، صعدًا في طريق المجد الذي لا تتناهى قممه، فكلما بلغت الإنسانية إلى قمة منه تجددت أمامها معارج قمم أخرى كانت خفية عنها من قبل، ومن شأن متابعة المعرفة أيضًا أن تكشف للإنسان مجالات جديدة لأنواع من التقدم والترقي الحضاريين، يضيفها إلى حصائله الأولى، أو يحلها ملحها؛ لأنها أكمل وأنفع منها، أو أكثر اختصارًا للزمن والجهد، أو ألطف وأجمل، أو أكثر تحقيقًا للرفاهية، أو غير ذلك من المصالح المعتبرة في نظر الناس.
وفي هذا السبيل حمل الإسلام للناس رسالة العلم فحث على التعلم،
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 277