نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 644
11- الصناعات الزجاجية:
وكان للمسلمين في صناعة الزجاج في كثير من بلدانهم عناية كبيرة، فقد كانوا يصنعون من الزجاج الكئوس والأباريق والصحون والقوارير والزهريات والمصابيح والمشكاوات التي توضع فيها المصابيح، وغيرها بإتقان وإبداع وزخارف جميلة بديعة.
وغدت دمشق منذ القرن السابع الهجري أهم مراكز إنتاج الأواني الزجاجية، وكان الشاميون ينتجون الأواني الزجاجية البديعة المذهبة والمطلية بالمينا.
وكانت مصر والعراق ودول آسية الصغرى وإيران وبلاد الصين تستورد الأنواع النفيسة البديعة من الزجاج الشامي.
وظهرت في إيران نهضة في صناعة الزجاج خلال القرن العاشر الهجري فبما بعده، وصارت "شيراز" تصنع أنفس ما يصنع في إيران من زجاجيات.
ويعتبر السلاجفة[1] المسلمون أول من زاول صناعة الفسيفساء الخزفية، أو الرسوم الزخرفية ذوات البريق المعدني، وبلغت هذه الصناعة آخر مراحل تطورها في مدينة أصفهان.
وبلغت صناعة الخزف في مصر والشام في عهد الفاطميين درجة عالية، وامتازت المدرسة الشامية باستخدام اللون الأزرق الفيروزي في طلاء الأرضية.
ونهضت صناعة الخزف التركي في القرن السابع الهجري، وما تبعه من قرون، وصار الخزافون الأتراك أساتذة في فن الخزف المرسوم تحت الطلاء، واعتنوا بصناعة البلاط الخزفي المشتمل على زخارف متعددة الألوان المطلية بالميناء والمرسومة تحت الطلاء.
وهذا النوع من البلاط تزين به جدران العمارات، ويجد زوار المساجد والجوامع في تركيا الشيء الكثير منه في الجدران والمحاريب والمنابر والأسطوانات، وغيرها.
وانتشرت صناعة الخزف في الأندلس وفي المغرب، واشتهرت مدن "مالقة" و"غرناطة" و"منيشة" قرب بلنسبة بصناعات خزفية، وامتازت بإنتاج الأواني والصحون والقدور، التي يقوم بها صناع مهرة من المسلمين. [1] السلاجفة، سلالة من التركمان جدها سلجوق.
نام کتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم نویسنده : الميداني، عبد الرحمن حبنكة جلد : 1 صفحه : 644