responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 172
وعاهدهم، وأقرهم على أموالهم، واشترط عليهم، وشرط لهم [1].
وهذا الميثاق في غاية الدقة، وحسن السياسة، وكمال الحكمة من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ربط بين جميع المسلمين في المدينة وبين اليهود، فأصبحوا كتلة واحدة، يستطيعون أن يقفوا في وجه كل من يريد أهل المدينة بسوء. وهذه الخطوات الخمس: بناء المسجد، ودعوة اليهود إلى الإسلام، والمؤاخاة بين المؤمنين وتربيتهم، وكتابة الميثاق، هي التي حل بها النبي صلى الله عليه وسلم - بفضل الله تعالى- الخلاف المستحكم بين سكان المدينة، وأزال بها جميع آثار الماضي، ووحَّد بها قلوب المسلمين، وطبق بها النظام المتقن داخلِ المدينة، ومن ثم انتشر هذا النظام، والدعوة إلى الله من هذه المدينة إلى جميع أقطار العالم [2].

المسلك الثاني: مواقف الحكمة في حسن الإعداد للقتال، والشجاعة والبطولة:
بعد أن كوَّن النبي صلى الله عليه وسلم مجتمعًا متماسكًا بالمدينة، وأصبح هذا المجتمع كتلة واحدة أمام من يريد العاصمة الإسلامية بسوء- وما ذلك إلا بفضل الله ثم بحكمة المصطفى صلى الله عليه وسلم - قام صلى الله عليه وسلم بالجهاد في سبيل الله، بالقلب واللسان، والدعوة والبيان، والسيف والسنان، فقد أرسل ستّا وخمسين سرية، وقاد بنفسه سبعًا وعشرين غزوة [3].
ومن مواقفه الحكيمة في ذلك على سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:

[1] انظر: البداية والنهاية لابن كثير 3/ 224 - 226، وزاد المعاد3/ 65، وانظر: كتابة الميثاق بين المسلمين ويهود المدينة في سيرة ابن هشام2/ 119 - 123.
[2] انظر: الرحيق المختوم ص171، 178، 185، والتاريخ الإسلامي لمحمود شاكر2/ 166، 2/ 69، 160، وهذا الحبيب يا محب ص 174، 176.
[3] انظر تلك البطولات الحكيمة في: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب غزوة العشيرة 7/ 279، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب عددذ غزوات النبي-صلى الله عليه وسلم -3/ 1447، وشرح النووي على مسلم2 1/ 195، وفتح الباري 7/ 280، 281، والبداية والنهاية لابن كثير 3/ 241، 5/ 216، 217، وزاد المعاد لابن القيم 3/ 5.
نام کتاب : الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى نویسنده : القحطاني، سعيد بن وهف    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست