من خطب أبي بكر رضى الله عنه مدخل
...
من خطب أبي بكر رضى الله عنه:
كان أبو بكر -رضي الله عنه- أول من أسلم من الرجال، وكان أحب رفيق إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد نوه القرآن بذكره[1] حيث قال سبحانه: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ} [2]، وقال في مصاحبته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الغار: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} [3]، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- استشاره، وعمر -رضي الله عنهما- في أسرى قريش، فأشار أبو بكر بالمنِّ عليهم، وإطلاقهم، وأشار عمر بعرضهم على السيف واستصفاء أموالهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي[4] أيدني بكما، أما أحدكما فسهل رحيم رفيق مثله كمثل إبراهيم عليه السلام إذ قال: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [5]، وكمثل عيسى عليه السلام إذ قال: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [6]، وأما الآخر فصلب في دين الله، قوي شديد مثله كمثل نوح -عليه السلام- إذا قال: {رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ [1] أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي "350-429هـ" الاقتباس من القرآن الكريم جـ1 تحقيق الدكتورة ابتسام مرهون الصفار -ص 108-109- الهيئة العامة لقصور الثقافة. [2] سورة الزمر: الآية 33. [3] سورة التوبة: الآية 40. [4] زيادة ليست في الأصل. [5] سورة إبراهيم: الآية 36. [6] سورة المائدة: الآية 118.