خطب عثمان رضي الله عنه خطبته بعد بيعته
...
خطب عثمان رضي الله عنه:
كان بيان عثمان -رضي الله عنه- الخطابي أقل مما شهدناه عند أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ولم يؤثر عنه فكر يشرح نظام الحكم وآداب الرعية بالشكل الذي رأيناه عند أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
1- خطبته بعد بيعته:
أما بعد، فإني قد حملت وقد قبلت، ألا وإني متبع ولست بمبتدع، ألا وإن لكم عليَّ بعد كتاب الله عز وجل وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ثلاثًا: اتِّبَاع من كان قبلي فيما اجتمعتم عليه وسنتهم، وسن سنة أهل الخير فيما لم تسنوا عن ملأ، والكف عنكم إلا فيما استوجبتم. ألا وإن الدنيا خضرة قد شهيت إلى الناس، ومال إليها كثير منهم، فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها؛ فإنها ليست بثقة، واعلموا أنها غير تاركة إلا من تركها[1].
رغم قصر الخطبة إلا أنها تشرح شيئا من نظام الحكم الذي سار عليه في خلافته، وهي تبين حق الرعية في صورة موعظة دينية، وتحذر من الاغترار بالدنيا، وعثمان -رضي الله عنه- متبع وليس بمبتدع، ولكن الاتباع هنا ليس معناه الجمود؛ لأن الدولة قد اتسعت رقعتها، والدين أعز الله كلمته، والناس دخلوا فيه أفواجا، وعلى الخليفة أن يجتهد وأن يبتكر، ولكن اجتهاده أو ابتكاره لا يخرج عن سنة أهل الخير، وهذا ما بينه عثمان -أيضا- في خطبته الموجزة التي تدل على المعني خير ما تكون الدلالة. [1] تاريخ الطبري جـ4 ص 422.