نفوسهم بل ينشرون الفساد بين غيرهم كما ينتشر الوباء الخبيث؛ فما نفع هؤلاء لأمتهم وما جدواها منهم، وهي معرضة لوقوفها موقف الزحف العام في بعض الأحيان، كي تدفع عدوانا، أو تسترد أوطانا، ماذا يكون موقف المائعين الخانعين الذي يبثون الضعف والهوان؟.. هل يثبتون في معركة، أو يجيدون حمل سلاح.. إنهم سيكونون معاول الهدم ودعاة الهزيمة بين العصبة النافرة للجهاد والنضال، فإما أن نحسن تربيتهم، وإما أن نبعدهم عن مجموعة الأمة التى نرجيها ليوم نغسل فيه العار؛ لنعيش عيشة الأحرار.. إننا نريد مثلا أن نخرج اليهود من فلسطين؛ لنردها على أهلها الشرعيين، وأن نحرر بقية أوطاننا من أعدائنا، فهل تحرر أرض فلسطين وغيرها بالأجسام الرخوة والملابس الحريرية والسلاسل الذهبية والمشية المتخاذلة والأخلاق المنحلة والحياة المتحللة؟.. إن فتيات اليهود قد حملن السلاح في معركة اغتصاب فلسطين، وحاربن وتعرضن لمتاعب ومشاق، فهل عجز شبابنا عن أن يكونوا مثل فتيات اليهود في الشعور بالتبعة والنهوض بالواجب؟. لقد ذل من بالت عليه الثعالب!.
من واجبنا أن ننقل الشباب إلى حياة القوة والفروسية التي يريدها لهم الإسلام، فإن القرآن الكريم يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [1].
والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: "المؤمن القوي خير وأحب إلي الله من المؤمن الضعيف" [2] وقد حث الإسلام أبناءه على ألوان الرياضة والفروسية والفتوة [1] الأنفال: 60. [2] مسلم حديث 2664 كتاب القدر باب في الأسر بالقوة.