responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده نویسنده : عبد الله المطوع    جلد : 1  صفحه : 72
فلقد انتهكت فيه المحرمات والحدود، تظاهر بذلك جمع غفير، ولم يكون لأهل العلم تغيير، بل صادموا الحق، وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق[1]،فمن ذلك ما يفعل عند قبة قبر أبي طالب"من الأشراف"، وهم يعلمون أنه حاكم متعد غاصب، كان يخرج إلى بلدان نجد، ويضع عليهم خراجا، فإن أعطي ما أراد انصرف، وإلا عاداهم وحاربهم، فصاروا يأتون قبره بالسماعات[2]والعلامات، يستغيثون به عند حلول المصائب ونزول الكوارث، وكذلك ما يفعل عند قبر المحجوب " في الطائف"؛ يعظمون أمره، ويحذرون سره، ويطلبون عنده الشفاعة[3]، ومغفرة الذنوب، وإن التجأ سارق أو متعد

[1] يشير الشيخ ابن غنام ـ رحمه الله ـ إلى الغالبية من العلماء الذين رضوا بالباطل وزينوه لأقوامهم، وهم الذين صادموا الشيخ محمد ـ رحمه الله ـ وعارضوه لما قام بالدعوة الإصلاحية.
[2] المقصود بها: الغناء والطرب، انظر: لسان العرب، لابن منظور، 8/162، مادة سمع.
[3] كانت حجة المشركين في القديم والحديث عند توجههم لأصنامهم أو أوليائهم هي طلب الشفاعة عند الله، وحكى الله ذلك عن المشركين بقوله سبحانه: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] ، وقال عز وجل: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا} [يونس: 18] ، ويرد عليهم بأن الله تعالى حين جعل الشفاعة اشترطها بشرطين لا بد من تحققهما لتتحقق هذه الشفاعة وتنفع صاحبها، وهذان الشرطان هما:
1ـ إذن الله تعالى للشافع أن يشفع؛ لأن الشفاعة ملكه سبحانه وتعالى: {قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا} [الزمر: 44] .
2ـ رضاه عز وجل عن المشفوع فيه بأن يكون موحدا؛ لأن المشرك لا تنفعه الشفاعة، كما في قوله سبحانه: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر: 48] .
وقال تعالى عن هذين الشرطين: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} [النجم: 26] ، وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم حق وهي ثابتة في النصوص الشرعية، فهو صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الموقف يوم القيامة، ويشفع في أهل الجنة حتى يدخلوها، ويشفع لبعض العصاة من أمته ممن استحقوا النار أن لا يدخلوها، وغيرها من الشفاعات التي للنبي صلى الله عليه وسلم، ولمن أذن له الله عز وجل من الأنبياء والصديقين وغيرهم، بعد رضاه سبحانه عن المشفوع له، انظر: تيسير العزيز الحميد، ص273، والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، الشيخ د. صالح الفوزان، ص 293.
نام کتاب : الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده نویسنده : عبد الله المطوع    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست