بل هناك مقاصد أخرى من أهمها ما يأتي.
المقصد الأول: أن الدين الإسلامي إنما جاء باللغة العربية.
لقد جاء هذا الدين -أي دين الإسلام- عن طريق القرآن الكريم والسنة النبوية، وكلاهما باللغة العربية ويتوقف فهمه السليم الكامل على فهم اللغة التي حملته إلى الناس، وهي اللغة العربية، ولا يمكن أن يَنقُل للناس معاني دين الإسلام نقلا صحيحا ويبينها بيانا شافيا إلا مَن كان عنده دراية تامة باللغة العربية، بقواعدها وبلاغتها واشتقاقها وغريبها وحقيقتها ومجازها وأساليبها؛ لأنها لسان هذا الدين ولسان كتابه ولسان رسوله -صلى الله عليه وسلم- ولسان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. {وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} . وقد كلف الله رسوله -صلى الله عليه وسلم- بيانَ هذا الدين للناس، وقد فعل ذلك، وبيانه كان بلغته التي نزل بها القرآن قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [1] .
وقال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [2] . [1] النحل: 44. [2] النحل: 64.