المثال الرابع: هذا يموت من التخمة، وذلك يموت من الجوع!
لقد أحضرت القنوات الفضائية للناظر والسامع من المتناقضات، ما يقتضي العجب.
ومن ذلك ما يشاهده العالم كله من الإسراف والبذخ في حفلات الأفراح والمناسبات والنوادي والقصور.
إنك لو أحصيت أثمان ملابس الأفراح، وأثمان أدوات الزينة، والمبالغ التي تنفق لإحضار الأطعمة التي يرمى كثير منها في المناسبات، وغير ذلك مما قد ينفق في المحرمات، لا في المباحات والمكروهات، لو أحصيت ذلك في مدينة واحدة من المدن الإسلامية التي من الله على بعض أهلها بالمال والغنى، ثم جلت في تلك المدينة نفسها لتتعرف على الفقراء والمحتاجين، لرأيت هنالك التخمة والترف والإسراف، ورأيت هنا الفقر والعوز والحرمان والموت ... !
فكيف لو قارنت بين بلد غني وآخر فقير؟! الوسيلة الحادية: المؤتمرات والندوات.
كيف لو رأيت الأبدان السمينة التي لا يستطيع أهلها السير إلا على وسائل المواصلات، ولا يعيشون إلا بالأدوية والعقاقير، ورأيت الأطفال والنساء والشيوخ في ذلك البلد أو في بلد آخر قد يبست جلودهم على عظامهم، وأنهكتهم الأمراض لقلة الغذاء والدواء، وامتلأت الغبراء بجثثهم بسبب الجوع والعطش ... !!