سنة متبعة.
وعقد المؤتمرات للتشاور وإبداء الآراء ومناقشتها، للوصول إلى نتيجة ترضي الله تعالى سنة متبعة.
فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعو أصحابه ويجمعهم، ليستشيرهم ويعرف رأيهم ويحاورهم بصفته ولي أمرهم، ثم يمضي ما اتفق عليه معهم، أو ما أراه الله أنه خير، كما حصل ذلك في غزوة بدر، [1] وغزوة أحد [2] ، وغزوة حنين، في شأن غنائم أهل الطائف وسبيهم [3] .
وقد عقد أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أول مؤتمر لهم بعد وفاته وقبل دفنه، في شأن اختيار خليفة له في سقيفة بني ساعدة، وأتبعوا ذلك بمؤتمر أعم في المسجد النبوي في اليوم الثاني، تمت في كليهما البيعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه [4] .
ولما مرض أبو بكر رضي الله عنه، شاور أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في استخلاف عمر، وكتب كتابا بذلك وقرئ على الناس في المسجد، وأشرف على الناس وقال: (أترضون بمن استخلفت عليكم ... ) [5] .
ولما طعن عمر رضي الله عنه، كلف ستة نفر بأن يشاوروا الناس في اختيار خليفة له.. انتدبوا منهم عبد الرحمن بن عوف يشاور الناس ويشاورونه حتى تمت بيعة عثمان رضي الله عنه [6] . [1] مسلم (3 / 1403) والسيرة النبوية (1 / 214) لابن هشام. [2] السيرة النبوية (2 / 63) . البداية والنهاية (4 / 12 - 13) . وزاد المعاد (3 / 193) . [3] البخاري (5 / 99 - 100) . [4] البخاري (8 / 25 - 28) . [5] الكامل في التاريخ (2 / 425) . [6] البخاري (4 / 204) ، (8 / 198) .