ولو نفذت قراراتها وتوصياتها لكان في ذلك نفع عظيم، ولكن تنفيذها يتوقف غالبا على دعم الحكومات في الشعوب الإسلامية، وأكثر حكوماتهم تقف ضد تحكيم شرع الله وضد الدعوة إلى تطبيقه، ولا تأذن بتطبيق جوهر الإسلام وحقائقه التي تنظم بها حياة المسلمين، بل تحاربها وتحل محلها قوانين تخالفها مخالفة صريحة، فكيف يرجى من أمثال تلك الحكومات دعم قرارات المؤتمرات الإسلامية وتوصياتها وذلك هو شأنها؟!
ولو أراد باحث أن يحصي المؤتمرات الإسلامية التي عقدت في أواخر القرن الرابع عشر الهجري، وأول القرن الخامس عشر الهجري، وبحوثها وتوصياتها وقراراتها ويجمع ذلك كله، لكون منها مكتبة كبيرة.
ولو أحصى الأموال التي أنفقت على تلك المؤتمرات، لألفاها كافية لإنشاء مؤسسات دعوية وتعليمية وخيرية، المسلمون في أمس الحاجة إليها، ولو قوّم نتائجها وثمراتها الإيجابية لوجدها هزيلة بجانب ما بذل فيها من جهد ووقت ومال.