نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 276
المجتمعات التي قامت على أساس من "الرأسمالية"، فالمجتمعات السابقة على الرأسمالية، وهي: دول الملوك، والمجتمعات الإقطاعية "أصحاب المزارع الكبيرة" انهارات -بناء على تفكير "ماركس"- لأنها تضمنت عنصر المقابلة، أو النقيض. وعلى هذا النحو ستنهار هذه المجتمعات الحديثة الرأسمالية، وتتحول إلى المقابل والنقيض لها وهو المجتمع الشيوعي ذو الطبقة الواحدة من العمال.
ومع أن مبدأ "النقيض" لا يقف بتحول الشيء إلى مقابله فقط، بل سيتحول الشيء ومقابله إلى "جامع" لهما، ثم هذا "الجامع" بدوره يصير إلى "شيء" يتحول هو أيضا إلى مقابلة، ثم إلى "جامع" ... وهكذا مع أن منطق هذا المبدأ هو الاستمرار في "التحول"، فالماركسية تقف تترقب تحول المجتمع الرأسمالي إلى النقيض والمقابل له وهو المجتمع الشيوعي، عند حد هذا المجتمع، ولا تذكر -فضلا عن أن تترقب- توقع انهيار المجتمع الشيوعي وسقوطه، وهدم نفسه في مجتمع مقابل له، بناء على أن كل شيء يتضمن نقيض نفسه، وأن فيه عامل الهدم لنفسه!! وهذا مما يؤخذ على التطبيق الفلسفي لمبدأ النقيض في الفلسفة الماركسية، كما سنذكره في شيء من التفصيل فيما بعد.
ويرى "ماركس" أن انتقال الشيء وتغيره إلى نقيضه -تبيقا لمبدأ النقيض- يحدث بالتدريج، ولكن التدرج في التغير يصل إلى نقطة معينة، ثم يحصل انقلاب فجائي، وهذا التغير يحدث بسبب زيادة كمية الشيء أو نقصها، والتغيير في الكم يتبعه تغير في الكيف والطابع معا، "والشيء" بعد أن تتغير كميته يكون له طابع جديد، أو حال جديدة تختلف عن حاله الماضية[1]. [1] فإذا كان إنسان يسخن الماء، فإن سرعة الذرات ترتفع بالتدريج نحو أعلى إلى نقطة معينة، وبعد ذلك يأتي التغير المفاجئ الثوري، فليس عندنا ماء، إنما عندنا بخار. وفي بخار الماركسية، أن الزيادة في حرارة الماء تغير في الكم، ولكن عندما يحصل التغير المفاجئ يكون هناك بخار, الذي هو يختلف في الكيف والنوع عن الماء وبهذا المثل يثبت "ماركس" شيئين: أولا: أن تغير الكم يتبعه تغير الكيف، وثانيا: أن الانقلاب في التغير أمر ضروري.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 276