نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 281
-الذي يتبعه بالضرورة عنده التقسيم الاجتماعي إلى طبقات- يصور أساسا التاريخ السياسي والعقلي معا لهذه الفترة، والتاريخ كله، بناء على ذلك، كان تاريخ الكفاح بين الطبقات: الكفاح بين المستغلين والمستغلين؛ بين الطبقات السائدة والمسودة على درجات مختلفة في التطور الاجتماعي، ويحكم مبدأ "النقيض" هنا "Der Widrspruch" متنبئا أن هذ الكفاح وصل الآن إلى درجة معينة عندما لم تستطع الطبقة المستغلة المستذلة -وهي الطبقة العاملة- أن تتخلص تماما من الطبقة المستغلة المذلة -وهي الطبقة المدنية البورجوازية Bourgeoisie- وتخلص الجماعة كلها من الاستغلال والاستذلال, وستحل محل الجماعة المدنية القديمة بطبقاتها المختلفة رابطة فيها التطور الحر لكل فرد، الذي هو التطور للجميع، ومن هذا التعبير جعل شعار الشيوعية: "التطور الحر لكل فرد، هو التطور الحر للجميع".
والعقل الإنساني إذا كان تابعا للأحداث المادية بوجه عام، فإنه الآن يخضع خضوعا مباشرا وقويا للجانب الاقتصاي منها، و"فاعلية" العقل في نظر الماركسية، هي في تبادله العمل مع المادة، ولكن الأفكار لا تأتي من العمل الحر للعقل، ولكن تظهر كنتيجة للقوى المادية المؤثرة على الجهاز الإنساني، وكنتيجة لأفكارنا، نحن نعمل ونغير بناء العالم, ثم العالم المتغير يعطينا أفكارًا جديدة، وهكذا بدون نهاية.
لأجل هذا الارتباط الوثيق بين العقل والمادة، في نظر الماركسية، ينكر "ماركس" أن يكون السؤال: "هل الحقيقة المجردة خصيصة من خصائص العقل البشري؟ " سؤالا نظريا يجيب عنه العقل وحده، دون الاختبار الواقعي والتجربة الحسية -كما يصنع أرباب الفلسفة "العقلية"، ويراه سؤالا عمليا، أي: تجيب عنه التجربة، كما يرى أن عزل "الحقيقة" وعزل "عدم الحقيقة" الفكرية عن الواقع العملي مسألة بيزنطية، وأن الفلاسفة في شرحهم للعالم، حتى الآن شروحا مختلفة قد تركوا النقطة الرئيسية، وهي تغير العالم. ثم إن كل شيء يمكن معرفته، ولكن الجواب الذي نبحث عنه -كما يرى ماركس- هو: طريقة البحث العلمي، والبحث العلمي كما يراه هو: الذي يؤسس على النظرة المادية في المنطق والجدل، أي: على ربط العقل بالمادة، وإخضاع كل شيء حتى القيم للتغير الذي هو ظاهرة مبدأ النقيض، كمبدأ ضرورة في شرح الوجود كله.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 281