نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 38
ولم يكن السيد أحمد خان داعية فقط لهذا التجديد، أو لهذه التقدمية في الإسلام، وإنما كان كذلك صحفيا ومؤلفا، ومدرسا ومشرفا على كلية علمية[1] دينية "الكلية الإنجليزية الشرقية المحمدية" خرجت الكثير من شباب الهند التقدميين، وتحولت الآن إلى "الجامعة الإسلامية" في الهند بعد تقسيم سنة 1948م، وفيها تدرس المسيحية بالعناية التي يدرس بها الإسلام، مع أخذ حظ وافر من العلوم الحديثة والنظم الجامعية الغربية "الإنجليزية".
ولهذا كان للسيد أحمد خان نفوذ سياسي تربوي، يقترن بنزعته التجديدية الدينية، أثرت بدورها فيما بعد في خلق المذهب "القادياني". [1] وقد افتتحت في مايو سنة 1875م.
- المذهب القادياني:
بقيت تعاليم السيد أحمد خان وآراؤه ذات طابع إصلاحي، ولم تصطبغ بصبغة العقيدة والمذهب الروحي، فهمها بلغت من التأثير فسيبقى معها مجال للروح الإسلامية الصحيحة، حيث تظهر وتعمل عملها في تحديد العلاقة بين المسلمين وبين المستعمرين الصليبيين الغربيين الذي يطالبونهم بالولاء!!
أدرك الإنجليز ذلك، وأحسوا مع نشاط السيد أحمد خان وأثر تعاليمه في خلق جماعة بين المسلمين تتشكك في القيم الإسلامية، وتنازل مواطنيها ومن هم على عقيدتها من المسلمين منازل الخصومة الفكرية، فتفرق الكلمة وتبعد مشكلة الاستعمار الأجنبي عن أن تكون موضوعا من موضوعات هذه الخصومة ولو إلى حين. أدركوا وأحسوا أنهم بحاجة إلى تعديل في الروح الأصيلة وفي موقفها من غير المسلمين، على أن يكون هذا التعديل -أو يصبح- مذهبا وعقيدة له سمة الإيمان والاعتقاد، بدلا من سمة الفكر والمنطق، بذلك تصبح الفجوة بين المسلمين أعمق وأطول مدى!! فإذا كان هذا التعديل لصالح الاستعمار فسيجد أعوانا من المسلمين أنفسهم على المسلمين، وتلك حالة مرغوب فيها لاطمئنان الاستعمار على مصالحه حينئذ فترة طويلة، إلى أن يجد عامل آخر أقوى من الدين نفسه يجمع الكلمة المفرقة، وينسى الخصومة في المذهب, والاتجاه الفكري، فقامت القاديانية[1]، وسجل [1] نسبة إلى ميرزا غلام أحمد القادياني "من قاديان بإقليم البنجاب", توفي سنة 1908م.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 38