نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 424
أسباب منها: أن الإسلام منذ أن ظهر في مكة لم يضعف عدديا، بل دائما في ازدياد واتساع ثم إن الإسلام ليس دينا فحسب، بل أن من أركانه الجهاد. ولم يتفق قط أن شعبا داخل في الإسلام ثم عاد نصرانيا"[1].
وهناك بجانب تفتيت وحدة المسلمين -كهدف للمبشرين- هدف آخر هو التنفيس عن الصليبية وعن الانهزامات التي مني بها الصليبيون طوال قرنين من الزمان، أنفقوهما في محاولة الاستيلاء على بيت المقدس وانتزاعه من أيدي المسلمين الهمجيين!! يقول اليسوعيون: "ألم نكن نحن ورثة الصليبيين؟ أولم نرجع تحت راية الصليب لنستأنف التسرب التبشيري والتمدين المسيحي ولنعيد في ظل العلم الفرنسي وباسم الكنيسة مملكة المسيح"[2].
- وبجانب هذا وذاك يرى المستشرق الألماني بيكر Becker: "أن هناك عداء من النصرانية للإسلام بسبب أن الإسلام عندما انتشر في العصور الوسطى أقام سدا منيعا في وجه انتشار النصرانية ثم امتد إلى البلاد التي كانت خاضعة لصولجانها"[3].
وإذن هدف التبشير هو تمكين الأوروبي المسيحي من البلاد الإسلامية، والأسباب التي ذكرها هؤلاء المبشرون هنا توصل جميعها إلى هذا هداف، فسواء أكانت التنفيس عن هزيمة الصليبية، أم الرغبة في الانتقام من الإسلام؛ لأنه قام في القرون الوسطى في وجه المسيحية، أم توهين المسلمين وتمزيقهم في التوجيه والاتجاه, هو السبب المباشر في التبشير فإن نتيجته حتما وعلى أي وضع هي ما ذكرنا من تمكين الأوروبي المسيحي من المسلم الشرقي ومن وطنه.
وهنا يبدو واضحا أن التبشير مقدمة أساسية للاستعمار الأوروبي، كما أنه سبب مباشر لتوهين قوة المسلمين، "ولقد كانت الدول الأجنبية تبسط [1] عدد يونية سنة 1930 تحت عنوان "الجغرافيا السياسية للعالم الإسلامي".
The Political grography of the Mohammadan world. [2] التبشير والاستعمار ص117. [3] المصدر السابق: ص50.
نام کتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي نویسنده : البهي، محمد جلد : 1 صفحه : 424